رحمته (صلى الله عليه وسلم) بالأرامل
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
الأرامل:جمع أرملة،وهى التى مات زوجها،فكم تستحق العطف
والرحمة،كانت مبتهجةمستبشرةبحياةزوجها,متمتعةبما يرعاهاوينفق عليها,فتتمنّى
وتتمنى لنفسهاولولدها،إذأصابته يد المنون،وأودى به الدهر،فأظلمت الدنيافى
عينيها،وعادت مسكينة بائسة،وغدت تعسةيائسة,وجلست تنتظرالموت،إذابهاتسمع
النبى (صلى الله عليه وسلم) ينادى "الساعى على الأرملة والمسكين،
كالمجاهد فى سبيل الله" يقول الراوى: وأحسبه قال كالقائم لا يفتر وكالصائم
لا يفطر[1]
فما إن سمعت حتى برقت بارقة السرور فى وجهها وسرت روح الأمل فى نفسها.
حسبك
هذا الحديث لما فى نفس محمد (صلى الله عليه وسلم) من الرحمة والعطف على
الأرامل. ولكنه لم يكتف بذلك: بل قد حثّ عليه بأنواع من الأساليب من القول
والعمل. فمرة سئل عن الفرع[2]، فقال: "حق" فإن تركته حتى يكون بكراً[3]
وتحمل عليه فى سبيل الله أو تعطيه أرملة خير من أن تذبحه فيلصق لحمه بوبره
فتكفأ إناءك، وتولّه ناقتك"[4]
وكان (صلى الله عليه وسلم) يود أن
يفي بحوائج الأرامل، فإذا ربح تصدق بربحه عليهن. يقول ابن عباس عن النبي
(صلى الله عليه وسلم) أنه اشترى من عير[5] تبيعاً [6]وليس عنده ثمنه،
فأُرْبح فيه فباعه، فتصدق بالربح على أرامل بنى عبد المطلب[7].
وإذا
احتاج أن يمشي معها فى قضاء حاجاتها فلا يأنف. وهذا عبدالله بن أبى أوفى
يشهد أنه (صلى الله عليه وسلم) كان لا يأنف ولا يستنكف أن يمشى مع
الأرملة والمسكين فيقضى لهما حاجتهما[8]
وكان يؤثر الأرامل فى العطاء على ولده كما يظهر من ترجمة الإمام البخارى[9].
وكانت رحمته (صلى الله عليه وسلم) بالأرامل مما عُرف به قبل النبوة, يدل عليه قول أبى طالب يمدحه:
وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه
ثمــال اليتامى، عصمة للأرامل
يلـوذ به الهُلاّف مـن آل هاشم
فهم عنده فى رحمة وفواضــل[10]