إن ذكر محمد بن عبد الله الأمين المبعوث رحمة
للعالمين بصفاته و خصاله متوافر في زبرالأولين أعني الكتب السماوية
المتقدمة، وهذا موضوع يحتاج إلى تفصيل ولابد منه، ولا سيما في هذه الظروف
والأوضاع التي نعيشها اليوم.
واعلم أنه ما من كتاب من هذه الكتب
المعروفة المقدسة لدى أصحابها الذين يزعمون أنها نزلت من السماء إلا و نجد
فيه ذكر محمد (صلى الله عليه وسلم) بجميع صفاته، و نؤمن أن جميع هذه
الكتب محرفة إذ أن الله لم يضمن بحفظها، فما حفظوها وكانوا كما قال تعالى،
"يحرفون الكلم عن مواضعه و نسوا حظاً مما ذكروا به"- على الرغم من ذلك نجد
ذكر محمد (صلى الله عليه وسلم) بتفصيل يتركنا حيارى، فما ظنك بما لو كانت
كما نزلت.
قال العلامة المحقق عبد الحكيم السيالكوتي الهندي في حاشيته على تفسير البيضاوي:
وقد قال العلماء: ما انفك كتاب منـزل من السماء من تضمن ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) ، لكن بإشارات.[1]
ولوكان
منجلياً للعوام لماعوتب علماؤهم في كتمانه، ثم ازداد ذلك غموضاً بنقله من
لسان إلى لسان من العبرى إلى السرياني ومن السرياني إلى العربي.[2]
ولسنا بصدد ذلك التفصيل، فلا نعرج عليه إلا مايهمنا الآن مما يناسب دراستنا هذه من كونه رحمة للعباد كلهم و هادياً للعالم.
الـتـوراة:
فأما
في التوراة فلا نجد فيها الآن صراحة هذه الكلمة أو ما يرادفها ولكن نرى من
خلال ما فيها من الآيات و الأحكام أن اليهود كانوا يعرفون أن محمداً (صلى
الله عليه وسلم) يبعث رحمة للعباد والله يشهد بذلك (قل أي شئ أكبر شهادة
قل الله شهيد بيني و بينكم)
)الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي
يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن
المنكر ويحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال
التي كانت عليهم(.[3]
يأمرهم: حال من الرسول النبي كما قال المفسرون
أي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل حال كونهم يأمرهم بالمعروف
الخ. وقيل: هو مفسر لقوله "مكتوبا"[4]
ولهذا قال الإمام ابن كثير في
تفسيره: هذه صفة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الكتب المقدسة، و هكذا
كانت حاله عليه الصلاة والسلام.[5]
ومعنى الآية: انهم يعلمون أن
النبي الأمي سيبعث ويكون رحمة لهم من حيث أنه سيعفيهم عن الأحكام الثقيلة
التي تكاد تهلكهم، والتكاليف الشاقة التي توشك أن تقصم ظهورهم، مما كلفهم
الله إياها ببغيهم وظلمهم[6]. أوفرضتها عليهم أحبارهم، ورهبانهم، وهم
لايستطيعون أن يخرجوا من حدودها أو ينفلتوا من قيودها: فهذه هي الأصر
والأغلال التي كانت عليهم ويرزحون تحت عبئها, فوضعها عنهم النبي (صلى الله
عليه وسلم) رحمة بهم وشفقة عليهم.
وقد ورد في التوراة أن آخر
الأنبياء يكون رحيماً رؤوفاً ليس بفظ و لاغليظ. و قد روى البخاري عن عطاء
بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما: قلت أخبرني
عن صفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في التوراة قال: أجل، والله إنه
لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً
ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأميين أنت عبدي و رسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ
ولاغليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو و يغفر،
ولن يقبضه الله حتي يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوأ: لا إله إلا الله،
فيفتح بها أعيناً عُمياً، وآذاناً صُمّاً، وقلوباً غُلفاً.[7]
وأخرجه
بهذا اللفظ أحمد وابن سعد وفي آخره: قال عطاء لقيت كعباً فسألته فما
اختلفا في حرف إلا أن كعباً يقول بلغته: أعينا عمومى، وآذانا صمومى و
قلوباً غلوفى.[8]
وابن سعد مثله في الطبقات عن عبد الله بن سلام.[9]
وعن قتادة نحوه بقوله: بلغنا أن نعت رسول الله r في بعض الكتب محمدٌ رسول الله فذكر نحوه.[10]
وعن
كعب قال نجد نعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في التوراة محمد بن عبد
الله يولد بمكة و يهاجر إلى طابة، و يكون ملكه بالشام. وليس بفحّاش،
ولاسخاب في الأسواق ولا يكافئ بالسيئة، ولكن يعفو و يغفر. الخ
و أخرج ابن سعد من طرق عن كعب نحوه.[11]
وفي سفر التكوين في الترجمة العربية سنة 1181م، و إليه تجتمع الشعوب.[12] (الآيه 10، الباب 49)
و
هذه دلالة صريحة على أن تجتمع الشعوب والأمم برسالته العادلة و رحمته
العامة. وكذلك ذكر رحمته الأبدية موجود في كتاب إشعياء.[13] (الباب 54) وفي
إنجيل برنابا: أنه مكتوب في كتاب موسى أن الهنا سيرسل لنا مسيا الذي سيأتي
ليخبرنا بما يريد الله و سيأتي للعالم برحمة الله .لذلك أرجوك أن تقول لنا
الحق هل أنت مسيا الله الذي ننتظره؟.أجاب يسوع: حقا أن الله وعد هكذا
ولكني لست هو، لأنه خلق قبلي وسيأتي بعدي.[14]
الإنجـيـل
وأما
الإنجيل فهو يجمع بشارات عظيمة جمة بخاتم الأنبياء محمد بن عبد الله (صلى
الله عليه وسلم) وخاصة إنجيل برناباس،ونجد في الإنجيل ذكر رحمته (صلى
الله عليه وسلم) .
فعن عائشة y قالت: إن رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) مكتوب في الإنجيل لافظ ولاغليظ، ولاصخاب في الأسواق، ولا يجزي
بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح.[15]
و في الباب الرابع من إنجيل متى:
توبوا قد اقترب ملكوت السماوات.
يقول الشيخ العلامة رحمة الله الكيرانوي بشرح هذا التعبير:
هو عبارة عن طريقة النجاة التي ظهرت بشريعة محمد (صلى الله عليه وسلم) .[16]
وأما البشارة التي هي أصل البشارات بمحمد (صلى الله عليه وسلم) في الإنجيل فهي في الباب الرابع عشر من إنجيل يوحنا هكذا:
إن
كنتم تحبونني فاحفظوا و صاياي. و أنا أطلب من الأب فيعطيكم فارقليط آخر
ليثبت معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لن يطيق العالم أن يقبله لأنه ليس
يـراه ولايعرفه و أنتم تعرفونه لأنه مقيم عندكم وهو ثابت فيكم، و الفارقليط
روح القدس الذي يرسله الأب باسمي هو يعلمكم كل شئ وهو يذكركم كل ما قلته
لكم، والآن قد قلت لكم قبل أن يكون حتى إذا كان تؤمنوا"
وفي الباب
السادس عشر من إنجيل يوحنا هكذا: لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق،
لأني إن لم أنطلق لم يأتكم الفارقليط فأما إن انطلقت أرسلته إليكم، فإذا
جاء ذاك فهو يوبخ العالم على خطية* وعلى برّ وعلى حكم، أما على الخطية
فلأنهم لم يؤمنوا بي، و أما على البر فلأني منطلق إلى الأب ولستم ترونني
بعد، و أما على الحكم فإن أركوان (أي الشيطان) هذا العالم قَد دين*، و إن
لي كلاماً كثيراً أقوله لكم ولكنكم أنتم لستم تطيقون حمله الآن، و إذا جاء
روح الحق ذاك فهو يعلمكم جميع الحق، لأنه ليس ينطق من عنده بل يتكلم بكل ما
يسمع و يخبركم بما سيأتي، و هو يمجدني لأنه يأخذ مما هو لي و يخبركم، جميع
ما هو للأب فهو لي، فمن أجل هذا قلت إنما هو لي يأخذ و يخبركم.[17]
وفار
قليط، لفظ يوناني اصله "بير كلوطس" و معناه قريب من معنى محمد و أحمد ولكن
القسيسين يقولون الآن أن أصله "بار كلي طوس" وهو بمعنى المعزي و المعين
والوكيل فليس المراد به محمداً.
يقول الشيخ رحمة الله الكيرانوي
إفحاماً لهولاء: إن كان اللفظ اليوناني الأصل بارا كلي طوس كما يدعون، فهذا
لاينافي الاستدلال أيضاً، لأن معناه المعزي والمعين والوكيل على ما بين
صاحب الرسالة (إشارة إلى ما ذكر قبل)، أو الشافع كما يوجد في الترجمة
العربية المطبوعة سنة 1816م، و هذه المعاني كلها تصدق على محمد (صلى الله
عليه وسلم) .[18]
وقد وقع في الإنجيل صريحاً أن محمداً هو رحمة
للعالمين، يدل عليه ما قال بحيرى الراهب، خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم
وهو صغير مع عمه أبي طالب إلى الشام، فما إن رآه الراهب بحيرى حتى صاح:
هذا سيد العالمين رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين.[19]
وأما
إنجيل برنابا فلا تكاد تجد صفحة من صفحاته إلا و ترى فيها بشارات سيدنا
محمد صلي الله عليه وسلم واضحة جلية فتقف أمامها حائراً مشدوها وتنبهر
وتحدت نفسك: ما أشقى هولاء النصارى المساكين، وما أتعس هولاء البائسين، ما
أعشى أبصارهم وما أعمى قلوبهم، فلايهتدون ولايؤمنون، و لقد صدق الله "بل
طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا"، ففي إنجيل برنابا آيات صريحة
أن محمداً خاتم الرسل، هادي الأمم، مخلص العالم، رحمة للعالمين.
وجاء
ذكر صلى الله عليه وسلم فيه باسمه "محمد"، وبالمسيح في أكثر المواضيع،
والمسيح معناه، المبارك باليونانية، وهذا من أسماء النبي صلى الله عليه
وسلم ولم سمي صلى الله عليه وسلم بالمسيح, فيه عشرة أقوال, ذكرها الإمام
محمدبن يوسف الصالحي.[20]
من هذه الآيات الصريحة.
إن الله
تعالى يقول :الذي متى جاء ( محمد )سيعطي نوراً للعالم .[21] قال يسوع: لأني
لست أهلاً أن أحل رباطات جرموق أوسيور حذاء رسول الله الذي تسمونه
مسياالذي خلق قبلي وسيأتي بعدي وسيأتي بكلام الحق, ولا يكون لدينه نهاية
.[22]
قال يسوع:
"الحق أقول لكم إن كل نبي متى جاء فإنه
إنمايحمل لأمة واحدة فقط علامة رحمة الله , ولذلك لم يتجاوز كلامهم الشعب
الذي أرسلوا إليه, ولكن رسول الله متى جاء يعطيه الله ماهو بمثابة خاتم يده
, فيحمل خلاصاورحمة لأمم الأرض, الذين يقبلون تعليمه,وسيأتي بقوةعلى
الظالمين,ويبيد عبادة الأصنام, بحيث يخزي الشيطان , لأنه هكذا وعد الله
إبراهيم قائلا : انظر فإني بنسلك أبارك كل قبائل الأرض, وكما حطمت يا
إبراهيم الأصنام تحطيماً هكذا سيفعل نسلك.[23]
قال يسوع أقول لكم:
إن رسول الله بهاء يسر كل ما صنع الله تقريباً , لأنه مزدان بروح الفهم
والمشورة , روح الحكمة والقوة , روح الخوف والمحبة , روح التبصر والاعتدال ,
مزدان بروح المحبة والرحمة , روح العدل والتقوى , روح اللطف والصبر التي
أخذ منها من الله ثلاثة أضعاف ما أعطى لسائر خلقه , ما أسعد الزمن الذي
سيأتي فيه إلى العالم , صدقوني إني رأيته وقدمت له الاحترام كما رآه كل نبي
, لأن الله يعطيهم روحه نبوة , ولما رأيته امتلات عزاءاً قائلا : يا محمد
ليكن الله معك وليجعلني أهلاً أن أحل سيرحذائك, لأني إذا نلت هذا صرت نبيا
عظيماً وقدوس الله . 1
...أجاب يسوع أما من خصوصي فإني قد أتيت
لأهيئ الطريق لرسول الله الذي سيأتي بخلاص العالم , ولكن احذروا أن تغشوا
لأنه سيأتي أنبياء كذبة كثيرون يأخذون كلامي وينجسون إنجيلي , حينئذ قال
اندراوس : يا معلم اذكر لنا علامة لنعرفه , هل أجاب يسوع : إنه لايأتي في
زمنكم بل يأتي بعدكم بعدة سنين حينما يبطل إنجيلي ولا يكاد يوجد ثلاثون
مؤمنا , في ذلك الوقت يرحم الله العالم فيرسل رسوله الذي تستقر على رأسه
غمامة بيضاء يعرفه أحد مختاري الله وهو سيظهره للعالم , وسيأتي بقوة عظيمة
على الفجار ويبيد عبادة الأصنام من العالم , وأني أسر بذلك بأنه بواسطته
سيعلن ويمجد الله ويظهر صدقي , وسينتقم من الذين سيقولون أني أكبر من إنسان
. الحق أقول لكم إن القمر سيعطيه رقادا في صباه ومتى كبر هو أخذه كفيه ,
فليحذر العالم أن ينبذه لأنه سيفتك بعبدة الأصنام , فإن موسى عبد الله قتل
أكثر من ذلك كثيرا ولم يبق يشوع على المدن التي أحرقوها وقتلوا الأطفال ,
لأن القرحة المزمنة يستعمل لها الكي , وسيجئ بحق أجلي من سائر الأنبياء
وسيوبخ من لا يحسن السلوك في العالم , وستحيّي طربا ابراج مدينة آبائنا
بعضها بعضا , فمتى شوهدسقوط عبادة الأصنام إلى الأرض واعترف بأني بشركسائر
البشر فالحق أقول لكم ان نبي الله حينئذ يأتي .2
أجاب يسوع:إني
حقاأرسلت إلى بيت إسرائيل نبي خلاص, ولكن سيأتي بعدي مسيا المرسل من الله
لكل العالم الذي لأجله خلق الله العالم , وحينئذ يسجد لله في كل العالم
وتنال الرحمة.1
أجاب يسوع : لعمر الله الذي تقف بحضرته نفسي إني لست
مسيا الذي تتنظره كل قبائل الأرض كما وعد الله أبانا إبراهيم قائلاً :
"بنسلك أبارك كل قبائل الأرض ", ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير
الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد
بأني الله وابن الله , فيتنجس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يكاد يبقى
ثلاثون مؤمنا , حينئذ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء
لأجله,الذي سيأتي من الجنوب بقوةوسيبيدالأصنام وعبدةالأصنام , وسينتزع من
الشيطان سلطته على البشر, وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به,وسيكون
من يؤمن بكلامه مباركا .2
ومع أني لست مستحقا ان أحل سير حذائه قد نلت نعمة ورحمة من الله لأراه .3
أجاب
يسوع:إن اسم مسياعجيب لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعهافي
بهاءسماوي,قال الله"اصبريا محمد لأني لأجلك أريد أن اخلق الجنة والعالم
وجما غفيراً من الخلائق التي اهبها لك حتى أن من يباركك يكون مباركا ومن
يلعنك يكون ملعونا , ومتى أرسلتك إلى العالم اجعلك رسولي للخلاص وتكون
كلمتك صادقة حتى أن السماء والأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهن أبدا" إن اسمه
المبارك محمد , حينئذ رفع الجمهور أصواتهم قائلين: يا الله أرسل لنا رسولك
,يا محمد تعال سريعا لخلاص العالم .1
أجاب التلاميذ : يا معلم من
عسى أن يكون ذلك الرجل الذي تتكلم عنه الذي سيأتي إلى العالم ؟ أجاب يسوع
بابتهاج قلب : إنه محمد رسول الله , ومتى جاء إلى العالم فسيكون ذريعة
للأعمال الصالحة بين البشر بالرحمة الغزيرة التي يأتي بها , كما يجعل المطر
الأرض تعطي ثمرا بعد انقطاع المطرزمنا طويلا , فهو غمامة بيضاء ملأى برحمة
الله وهي رحمة ينثرها الله رذاذا على المؤمنين كالغيث .2
كتب الديانة الهندوسية
إن
الهندوسية ديانة قديمة وهي مذهب أهل الهند من قديم الزمان، و لهذه الديانة
كتاب يسمى بـ"ويدا" أوقُل "فيدا" وهو في أربعة أجزاء فهذه الويدات أو
الأفياد هي:
1-رغ ويدا
2-يجرويدا
3-سام ويدا
4- اتهارويدا
وهي
الكتب الأساسية، وغيرها كتب كثيرة يقال لبعضها "فوران" و لبعضها "أُبنشد" و
لبعضها "شاستر"و لبعضها "براهمن" وفي هذه الكتب جاء ذكر محمد (صلى الله
عليه وسلم) بكلمة "نراشنس" و محمد و أحمد والرسول وكلكي أوتار، جغت بتي (و
سنشرح هذه الكلمات) وجاء كذلك اسم أبيه و أمه، و اسم بلده وموقعه الجغرافي
و تاريخ ميلاده و وقت ولادته, وأنه يركب البعير، و يحمل السيف و يقصم
الظالمين، و يزكي النفوس و يطهر القلوب، و يهاجر إلى الشمال، و أنه يركب
البراق و يصعد إلى السموات، وأن له أربعة خلفاء، و عشرة أصحاب مخصوصين، و
عشرة آلاف من الأصحاب البررة الصالحين، وما إلى ذلك مما يتعلق بسيرته و
صفاته بتفصيل واضح و بعبارات صريحة.[24]
ولعل هذا هو السبب الذي من
أجله جعل الكهنة من البراهمة يخفون هذه الكتب، بل كانوا يضعون العراقيل
والحواجز دون تعلمها والعثور على ما فيها لعامتهم و خاصة المنبوذين والطبقة
السافلة منهم، أمثال الأحبار والرهبان من اليهود والنصارى.
فأما
لفظ نراشنس فهو مركب من "نر" و "أشنس". نر معناه: الإنسان و آشنس اسم
مفعول, معناه: الذي حُمد حمداً كثيراً فمعنى نراشنس : "محمد" سواء
بسواء.[25]
وقد وردت كلمه نراشنس في الأفياد أكثر من ثلاثين مرة.[26]
وكلكي
اوتار: معناه خاتم الأنبياء، و قد ألف العالم الهندوكي المذكور ويدبركاش
افادهيا كتاباً اسمه "كلكي اوتار و محمد" أورد فيه براهين قوية و أثبت أن
المراد بـ كلكي اوتار هو خاتم الأنبياء محمد، لا غير.
و جغت بتي:
معناه: حافظ الكون أو العالم، فمحمد (صلى الله عليه وسلم) حفظ الله به
العالم، يقول الدكتور ايم اى شري واستو: فمحمد هو هذا لأنه حفظ العالم الذي
في حضيض من الانحطاط وهداه إلى صراط مستقيم وكان مبعوثاً برسالة من الله
إلى العالم كله.[27] وهذا ما يراد بـ"رحمة للعالمين"
وجاء في بعض الأفياد أن النبي الخاتم يبعث هاديا لجميع العالم.[28]
وقال الشيخ عبد الصمد صارم السهواري ثم الحيدر آبادي الهندي:
جاء
في الكتاب المقدس سام ويد ذكره (صلى الله عليه وسلم) و إن لم يكن
صراحـة: رحمة للعالمين "إندر" ينصب حجراً، و هو يغزو مخالفيه و أعداءه
بعشرة آلاف من الصالحين. ومعنى هذا أن رسول (صلى الله عليه وسلم) نصب[29]
حجراً في الكعبة وهو المعروف بالحجر الأسود. و لما فتح مكة كان معه عشرة
آلاف من الصالحين.[30]
وفي الكتاب "شارن ليلى امرت" جاء ذكره (صلى الله عليه وسلم) :
أنه يكون هادياً للعالم كله.[31]
و جاء في "اتهارويدا" أنه يبث الأمن والسلام (1،27،5).
وفي
"رغ ويدا": أنه حقاني رباني، عاقل، حازم، مدبر، قوي، جلد، جواد، كريم،
مكرم بالوحي الإلهي، قادر لا يبلغ شأوه، حامل لجميع صفات الكمال و مكارم
الأخلاق، "رحمة للعالمين"، مويد منصور بعشرة آلاف من الأعوان والأنصار،
مشهور طبق صيته في الآفاق (1،127 ،20).[32]
وفي سنغرام فوران: يكون
معه أربعة أعوان بوجه خاص , بهم يزيد عدد من آمن به، فلاتحصل النجاة إلا
بالكلام الأحسن وبصاحبه محمد ما دام القرآن باقياً على وجه الأرض، و ينقاد
له كل من الناس والدواب وحشرات الأرض، وهو خاتم النبيين و آخر الرسل لايأتي
نبي بعده.[33]
وكتب البوذية
وفي صحف "بُوذا"[34] جاء ذكر خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وسلم) بصفاته المتعددة منها أنه يكون "رحمة للعالمين".
وجاء ذكر خاتم النبيين باسم "ميتريا"(Maitreya) ومعنى ميتريا: رحيم أو صاحب رحمة .[35]
وصّى "بُوذا" أخص تلاميذه و أحب أصحابه "آنند" إذ حضره الموت فقال:
يانندا!
لست بأول الأنبياء ولا آخرهم، وسوف يأتي نبي بعدي إذا جاء موعده لتعليم
الحق والإحسان، مصفى الروح، طاهرالقلب، مزكى الفؤاد، صاحب الحكمة، عالم
بأسرار الكون، هادي الخلق، إمام الناس، خاتم الأنبياء آخر الرسل، يعلمهم
الحق كما علَّمت، و يهدي العالم إلى صراط مستقيـم و طـريق قـويم , و يرشدهم
إلى منهج صحيح كامل للحياة، نندا! يقال له "رحمة للعالمين".[36]
كتب الزرادشتية
وللزرادشتية كتب منها "الدساتير" وآوستا"
ففي
الدساتير أنه إذا عم الفساد وانغمس الناس في المعاصي والآثام و غرقوا في
الفواحش والشهوات ولد في العرب بطل، ثم ذكر صفاته بشئ من التفصيل, منها أنه
يكون "رحمة للعالمين"[37]
وفي آوستا أن زرداشت قال: ما أكملت الدين وسيكون بعدي نبي يتم لكم هذا الدين وهو يكون "رحمة للعالمين".[38]