ذكر شيء من أخبار نوح نفسه عليه السلام
ذكر شيء من أخبار نوح نفسه عليه السلام
قال الله تعالى : " إنه كان عبدا شكورا " قيل : إنه كان الله على طعامه وشرابه ولباسه وشأنه كله .
وقال الإمام أحمد : حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها " .
وكذا رواه مسلم و الترمذي و النسائي من حديث أبي أسامة .
والظاهر أن الشكور هو الذي يعمل بجميع الطاعات القلبية والقولية والعملية ، فإن الشكر يكون بهذا وبهذا كما قال الشاعر :
أفادتكم النعماء منى ثلاثة يدي ولساني والضمير الحجبا
ذكر صومه عليه السلام
وقال ابن ماجه باب صيام نوح عليه السلام : حدثنا سهل بن أبي سهل ، حدثنا سعيد ابن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن جعفر بن ربيعة ، عن أبي فراس ، أنه سمع عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " صام نوح الدهر إلا يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى " .
وهكذا رواه ابن ماجه عن طريق عبد الله بن لهيعة بإسناده ولفظه .
وقد قال الطبراني : حدثنا أبو الزنباع روح بن فرج ، حدثنا عمر بن خالد الحراني ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي قتادة ، عن يزيد بن رباح أبي فراس ، أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " صام نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى ، وصام داود نصف الدهر ، وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر ، صام الدهر وأفطر الدهر " .
ذكر حجه عليه السلام
وقال الحافظ أبو يعلي : حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا أبي ، عن زمعة - وهو ابن أبي صالح - عن سلمة بن دهران ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : حج رسول الله صلى الله عليه سلم فلما أتى وادي عسفان قال : " يا أبا بكر . . أي واد هذا " ؟ قال : هذا وادي عسفان . قال : " لقد مر بهذا نوح وهود وإبراهيم علي بكران لهم حمر خطمهم الليف ، أزرهم العباء وأرديتهم النمار ، يحجون البيت العتيق " فيه غرابة .
* * *
ذكر وصيته لولده عليه السلام
قال الإمام أحمد : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن الصقعب بن زهير عن زيد بن أسلم ، قال حماد : أظنه عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمر قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيحان مزرورة بالديباج فقال : " ألا إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس ابن فارس - أو قال : يريد أن يضع كل فارس ابن فارس - ورفع كل راع ابن راع " .
قال : فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع جبته وقال : " ألا أرى عليك لباس من لا يعقل " ؟ ثم قال : " إن نبي الله نوحاً عليه السلام لما حضرته الوفاة قال لابنه : إن قاص عليك وصية : آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين : آمرك بلا إله إلا الله ، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ، ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله . ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة ضمتين لا إله إلا الله ، وبسبحان الله وبحمده ، فإن بها صلات كل شيء ، وبها يرزق الخلق ، وأنهاك عن الشرك والكبر " .
قال : قلت - أو قيل - يا رسول الله ، هذا الشرك قد عرفناه ، فما الكبر ؟ أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان ؟ قال : لا قال : هو أن يكون لأحدنا حلة يلبسها ؟ قال : لا قال : هو أن يكون لأحدنا دابة يركبها ؟ قال : لا قال : هو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه ؟ قال : لا قلت - أو قيل - يا رسول الله . . فما الكبر ؟ قال : " سفه الحق وغمط الناس " . وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه .
ورواه أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الرحيم بن سليمان ، عن محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان في وصية نوح لابنه : أوصيك بخصلتين وأنهاك عن خصلتين " ، فذكر نحوه .
وقد رواه أبو بكر البزار عن إبراهيم بن سعيد ، عن أبي معاوية الضرير عن محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . والظاهر أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، كما رواه أحمد و الطبراني . . والله أعلم .
ويزعم أهل الكتاب أن نوحاً عليه السلام لما ركب السفينة كان عمره ستمائة سنة وقدمنا عن ابن عباس مثله ، وزاد : وعاش بعد ذلك ثلاثمائة وخمسون سنة ، وفي هذا القول نظر ، فإن القرآن يقتضي أن نوحاً مكث في قومه بعد البعثة وقبل الطوفان ألف سنة إلا خمسين عاماً ، فأخذهم الطوفان وهم ظالمون . ثم الله أعلم كم عاش بعد ذلك .
فإن كان ما ذكر محفوظاً عن ابن عباس - من أنه بعث وله أربعمائة وثمانون سنة ، وأنه عاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة - فيكون قد عاش على هذا ألف سنة وسبعمائة وثمانين سنة .
وأما قبره عليه السلام : فروى ابن جرير والأزرقي عن عبد الرحمن بن سابط أو غيره من التابعين مرسلاً أن قبر نوح عليه السلام بالمسجد الحرام .
وهذا أقوى وأثبت من الذي يذكر كثير من المتأخرين ، من أنه ببلدة بالبقاع تعرف اليوم بكرك نوح وهناك جامع قد بنى بسبب ذلك فيما ذكره . . والله أعلم .
ذكر شيء من أخبار نوح نفسه عليه السلام
ذكر شيء من أخبار نوح نفسه عليه السلام
قال الله تعالى : " إنه كان عبدا شكورا " قيل : إنه كان الله على طعامه وشرابه ولباسه وشأنه كله .
وقال الإمام أحمد : حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها " .
وكذا رواه مسلم و الترمذي و النسائي من حديث أبي أسامة .
والظاهر أن الشكور هو الذي يعمل بجميع الطاعات القلبية والقولية والعملية ، فإن الشكر يكون بهذا وبهذا كما قال الشاعر :
أفادتكم النعماء منى ثلاثة يدي ولساني والضمير الحجبا
ذكر صومه عليه السلام
وقال ابن ماجه باب صيام نوح عليه السلام : حدثنا سهل بن أبي سهل ، حدثنا سعيد ابن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن جعفر بن ربيعة ، عن أبي فراس ، أنه سمع عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " صام نوح الدهر إلا يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى " .
وهكذا رواه ابن ماجه عن طريق عبد الله بن لهيعة بإسناده ولفظه .
وقد قال الطبراني : حدثنا أبو الزنباع روح بن فرج ، حدثنا عمر بن خالد الحراني ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي قتادة ، عن يزيد بن رباح أبي فراس ، أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " صام نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى ، وصام داود نصف الدهر ، وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر ، صام الدهر وأفطر الدهر " .
ذكر حجه عليه السلام
وقال الحافظ أبو يعلي : حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا أبي ، عن زمعة - وهو ابن أبي صالح - عن سلمة بن دهران ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : حج رسول الله صلى الله عليه سلم فلما أتى وادي عسفان قال : " يا أبا بكر . . أي واد هذا " ؟ قال : هذا وادي عسفان . قال : " لقد مر بهذا نوح وهود وإبراهيم علي بكران لهم حمر خطمهم الليف ، أزرهم العباء وأرديتهم النمار ، يحجون البيت العتيق " فيه غرابة .
* * *
ذكر وصيته لولده عليه السلام
قال الإمام أحمد : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن الصقعب بن زهير عن زيد بن أسلم ، قال حماد : أظنه عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمر قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيحان مزرورة بالديباج فقال : " ألا إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس ابن فارس - أو قال : يريد أن يضع كل فارس ابن فارس - ورفع كل راع ابن راع " .
قال : فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع جبته وقال : " ألا أرى عليك لباس من لا يعقل " ؟ ثم قال : " إن نبي الله نوحاً عليه السلام لما حضرته الوفاة قال لابنه : إن قاص عليك وصية : آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين : آمرك بلا إله إلا الله ، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ، ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله . ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة ضمتين لا إله إلا الله ، وبسبحان الله وبحمده ، فإن بها صلات كل شيء ، وبها يرزق الخلق ، وأنهاك عن الشرك والكبر " .
قال : قلت - أو قيل - يا رسول الله ، هذا الشرك قد عرفناه ، فما الكبر ؟ أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان ؟ قال : لا قال : هو أن يكون لأحدنا حلة يلبسها ؟ قال : لا قال : هو أن يكون لأحدنا دابة يركبها ؟ قال : لا قال : هو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه ؟ قال : لا قلت - أو قيل - يا رسول الله . . فما الكبر ؟ قال : " سفه الحق وغمط الناس " . وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه .
ورواه أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الرحيم بن سليمان ، عن محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان في وصية نوح لابنه : أوصيك بخصلتين وأنهاك عن خصلتين " ، فذكر نحوه .
وقد رواه أبو بكر البزار عن إبراهيم بن سعيد ، عن أبي معاوية الضرير عن محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . والظاهر أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، كما رواه أحمد و الطبراني . . والله أعلم .
ويزعم أهل الكتاب أن نوحاً عليه السلام لما ركب السفينة كان عمره ستمائة سنة وقدمنا عن ابن عباس مثله ، وزاد : وعاش بعد ذلك ثلاثمائة وخمسون سنة ، وفي هذا القول نظر ، فإن القرآن يقتضي أن نوحاً مكث في قومه بعد البعثة وقبل الطوفان ألف سنة إلا خمسين عاماً ، فأخذهم الطوفان وهم ظالمون . ثم الله أعلم كم عاش بعد ذلك .
فإن كان ما ذكر محفوظاً عن ابن عباس - من أنه بعث وله أربعمائة وثمانون سنة ، وأنه عاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة - فيكون قد عاش على هذا ألف سنة وسبعمائة وثمانين سنة .
وأما قبره عليه السلام : فروى ابن جرير والأزرقي عن عبد الرحمن بن سابط أو غيره من التابعين مرسلاً أن قبر نوح عليه السلام بالمسجد الحرام .
وهذا أقوى وأثبت من الذي يذكر كثير من المتأخرين ، من أنه ببلدة بالبقاع تعرف اليوم بكرك نوح وهناك جامع قد بنى بسبب ذلك فيما ذكره . . والله أعلم .