النفاق
والزندقة في الرافضة أكثر منه في سائر الطوائف، بل لابد لكل منهم من شعبة نفاق؛ فإن
أساس النفاق الذي بني عليه الكذب وهو أن يقول الرجل بلسانه ما ليس في قلبه، كما
أخبر الله عن المنافقين أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في
قلوبهم.
والرافضة
تجعل هذا من أصول دينها وتسميه (التقية) وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برأهم
الله عن ذلك، حتى يحكوا ذلك عن جعفر الصادق أنه قال: التقية ديني ودين آبائي. وقد
نزه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك؛ بل كانوا من أعظم الناس صدقًا
وتحقيقًا للإيمان، وكان دينهم التقوى لا التقية.
وقول
الله تعالى:
} لَا
يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ
الْمُؤْمِنِينَ
{
إلى قوله: }
إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً
{([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط])
إنما هو الأمر بالاتقاء من الكفار، لا الأمر بالنفاق والكذب. والله تعالى قد أباح
لمن أكره على كلمة الكفر أن يتكلم بها إذا كان قلبه مطمئنًا بالإيمان؛ لكن لم
يُكْرَهْ أحد من أهل البيت على شيء من ذلك، حتى إن أبا بكر رضي
الله عنه لم يكره أحدًا لا منهم ولا من غيرهم
على مبايعته فضلاً عن أن يكرههم على مدحه والثناء عليه. بل كان علي وغيره من أهل
البيت يظهرون ذكر فضائل الصحابة والثناء عليهم والترحم عليهم والدعاء لهم،
ولم يكن أحد يكرههم على شيء منهم باتفاق الناس.
فعلم
أن ما تتظاهر به الرافضة هو من باب الكذب والنفاق وأن يقولوا بألسنتهم ما ليس في
قلوبهم، لا من باب ما يكره المؤمن عليه من التكلم
بالكفر.
ويدعون
مع هذا أنهم هم المؤمنون دون غيرهم من أهل الملة، ويصفون السابقين الأولين بالردة
والنفاق فهم في ذلك كما قيل: رمتني بدائها وانسلت. إذ ليس في المظهرين للإسلام أقرب
إلى النفاق والردة منهم.
ولا
يوجد المرتدون والمنافقون في طائفة أكثر مما يوجد فيهم، واعتبر ذلك بالغالية من
النصيرية وغيرهم، وبالملاحدة الإسماعيلية وأمثالهم([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]([1]) سور آل عمران آية: (28).
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]([2]) ج (1) ص (213، 18).